فيلم "الدار البيضاء باي نيت"
للمشاهذة انزل لأقصى الأسفل
"الدار البيضاء باي نيت" (Casablanca Beats) هو فيلم مغربي للمخرج نبيل
عيوش، عُرض لأول مرة في عام 2021. تدور أحداث الفيلم حول مجموعة من الشباب
في حي سيدي مؤمن بمدينة الدار البيضاء، الذين يحلمون بتغيير واقعهم من خلال
موسيقى الهيب هوب. الفيلم يسلط الضوء على قضايا اجتماعية وثقافية متنوعة، مع
تركيز على طموحات وآمال الشباب، ويستعرض رحلة ملهمة للشخصيات وهم يحاولون
التعبير عن أنفسهم والتعامل مع التحديات التي يواجهونها.تم اختيار الفيلم للمنافسة على
السعفة الذهبية في مهرجان كان السينمائي لعام 2021، وهو أول فيلم مغربي يشارك في
المسابقة الرسمية للمهرجان منذ سنوات عديدة.
"الدار البيضاء باي نيت" يجمع بين السرد السينمائي التقليدي والتأثيرات الثقافية
الحديثة في الدار البيضاء، مستعيناً بموسيقى الهيب هوب كعنصر محوري. الفيلم
مستوحى من تجربة نبيل عيوش نفسه مع مركز ثقافي أسسه في حي سيدي مؤمن،
حيث يسعى إلى استخدام الفنون كوسيلة للتعبير ومواجهة القيود الاجتماعية.
الشخصيات الرئيسية هم شباب يواجهون قيوداً مجتمعية، ويتحدون الأفكار التقليدية
التي تحيط بهم، من خلال الموسيقى والرقص والفنون. الفيلم يستعرض كيف أن الفن
يمكن أن يكون أداة قوية للتحرر والتغيير، ويُظهر الصراع بين الأجيال في المجتمع
المغربي. وقد لاقى الفيلم إشادة واسعة بسبب جرأته في تناول مواضيع حساسة، مثل
الحرية الفردية، والضغط الاجتماعي، والصراع بين القيم التقليدية والحديثة.
إلى جانب نجاحه في المهرجانات السينمائية، حصل الفيلم على إشادات نقدية لأداء
الممثلين، الذين قدموا أداءً طبيعياً وأصيلاً يعكس حياة الشباب في المناطق المهمشة، مما
أضفى على العمل إحساساً بالواقعية والصدق.
"الدار البيضاء باي نيت" يتميز بأسلوبه الواقعي واستخدامه لممثلين غير محترفين،
وهم في الأساس شباب شاركوا في ورشات الفنون في مركز نبيل عيوش الثقافي. هذا
الاختيار أعطى الفيلم أصالة وعمقًا، حيث عكست الشخصيات تجارب حقيقية قريبة من
واقع حياة الشباب في المناطق الشعبية.
موسيقى الهيب هوب ليست مجرد عنصر جمالي في الفيلم، بل هي وسيلة للتعبير عن
الغضب، الأمل، والبحث عن الهوية، مما يعكس بشكل واضح التحديات التي تواجهها هذه
الأجيال الجديدة. الكلمات في الأغاني والمشاهد الراقصة تشكل سردًا موازيًا للأحداث،
وتلقي الضوء على التوتر بين الحداثة والتقاليد، وأهمية أن تكون للشباب مساحة حرة
للتعبير عن أنفسهم في مجتمع يحمل قيمًا محافظة.
نبيل عيوش، المعروف بأعماله المثيرة للجدل والتي تتناول قضايا اجتماعية وسياسية
حساسة في المغرب، استخدم في هذا الفيلم نهجًا سينمائيًا يوازن بين الترفيه والرسالة،
مما أثار ردود فعل واسعة داخل المغرب وخارجه. في بعض الأحيان، وُوجه الفيلم
بانتقادات من بعض الأطراف المحافظة التي ترى أنه يعالج مواضيع تُعتبر حساسة أو
مثيرة للجدل، في حين رأى آخرون أن هذا النوع من الأفلام ضروري لتحفيز الحوار
المجتمعي والانفتاح على التنوع الثقافي والفكري.
"الدار البيضاء باي نيت" ليس مجرد فيلم؛ بل هو دعوة للاستماع إلى أصوات الشباب،
الذين يسعون بشغف لتحقيق التغيير من خلال الفن، والتأكيد على أهمية الفنون في بناء
مجتمع منفتح ومبدع.
لمشاهذة الفيلم كامل إضغط هنااا...
0 تعليقات